فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لّن يُبْعثُواْ} أي ظنُّوا.
والزّعْمُ هو القول بالظن.
وقال شُريح: لكل شيء كُنْية وكُنْيةُ الكذب زعموا.
قيل: نزلت في العاص بن وائل السّهْمِيّ مع خبّاب؛ حسب ما تقدم بيانه في آخر سورة (مريم)، ثم عمّت كل كافر.
{قُلْ} يا محمد {بلى وربِّي لتُبْعثُنّ} أي لتخرجن من قبوركم أحياء.
{ثُمّ لتُنبّؤُنّ} لتخبرن.
{بِما عمِلْتُمْ} أي بأعمالكم.
{وذلِك على الله يسِيرٌ} إذ الإعادة أسهل من الابتداء.
قوله تعالى: {فآمِنُواْ بالله ورسُولِهِ} أمرهم بالإيمان بعد أن عرفهم قيام الساعة.
{والنور الذي أنزلْنا} وهو القرآن، وهو نور يُهْتدى به من ظلمة الضلال.
{والله بِما تعْملُون خبِيرٌ}.
{يوْم يجْمعُكُمْ لِيوْمِ الْجمْعِ ذلِك يوْمُ التّغابُنِ} فيه ثلاث مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {يوْم يجْمعُكُمْ لِيوْمِ الجمع} العامل في {يوْم} {لتُنبّؤُنّ} أو {خبِيرٌ} لما فيه من معنى الوعيد؛ كأنه قال: والله يعاقبكم يوم يجمعكم.
أو بإضمار اذكر.
والغبْنُ: النقص.
يقال: غبنه غبْنا إذا أخذ الشيء منه بدون قيمته.
وقراءة العامة {يجْمعُكُمْ} بالياء؛ لقوله تعالى: {والله بِما تعْملُون خبِيرٌ} فأخبر، ولِذِكر اسم الله أوّلا.
وقرأ نصر وابن أبي إسحاق والجحْدرِيّ ويعقوب وسلام {نجمعكم} بالنون؛ اعتبارا بقوله: {والنور الذي أنزلْنا}.
ويوم الجمع: يوم يجمع الله الأوّلين والآخرين والإنس والجن وأهل السماء وأهل الأرض.
وقيل: هو يوم يجمع الله بين كل عبد وعمله.
وقيل: لأنه يجمع فيه بين الظالم والمظلوم.
وقيل: لأنه يجمع فيه بين كل نبيّ وأمّته.
وقيل: لأنه يجمع فيه بين ثواب أهل الطاعات وعقاب أهل المعاصي.
{ذلِك يوْمُ التغابن} أي يوم القيامة.
وقال:
وما أرتجي بالعيش في دار فرقة ** ألا إنما الراحات يوم التغابن

وسمّى يوم القيامة يوم التغابُن؛ لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار.
أي أن أهل الجنة أخذوا الجنة، وأخذ أهل النار النار على طريق المبادلة؛ فوقع الغبن لأجل مبادلتهم الخير بالشر، والجيّد بالرديء، والنعيم بالعذاب.
يقال: غبنت فلانا إذا بايعته أو شاريته فكان النقص عليه والغلبة لك.
وكذا أهل الجنة وأهل النار؛ على ما يأتي بيانه.
ويقال: غبنت الثوب وخبنته إذا طال عن مقدارك فخطت منه شيئا؛ فهو نقصان أيضا.
والْمغابِن: ما انثنى من الخِلق نحو الإبطين والفخذين.
قال المفسرون: فالمغبون من غبن أهله ومنازله في الجنة.
ويظهر يومئذ غبن كل كافر بترك الإيمان، وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان وتضييعه الأيام.
قال الزجاج: ويغبن من ارتفعت منزلته في الجنة من كان دون منزلته.
الثانية: فإن قيل: فأيُّ معاملة وقعت بينهما حتى يقع الغبْن فيها.
قيل له: هو تمثيل الغبن في الشراء والبيع؛ كما قال تعالى: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} [البقرة: 16].
ولما ذكر أن الكفار اشتروا الضلالة بالهدى وما ربحوا في تجارتهم بل خسروا، ذكر أيضا أنهم غُبِنوا؛ وذلك أن أهل الجنة اشتروُا الآخرة بترك الدنيا، واشترى أهل النار الدنيا بترك الآخرة.
وهذا نوع مبادلة اتساعا ومجازا.
وقد فرّق الله سبحانه وتعالى الخلق فريقين: فريقا للجنة وفريقا للنار.
ومنازل الكل موضوعة في الجنة والنار.
فقد يسبق الخِذلان على العبد كما بيناه في هذه السورة وغيرها فيكون من أهل النار، فيحصل الموفق على منزل المخذول ومنزل الموفق في النار للمخذول؛ فكأنه وقع التبادل فحصل التغابن.
والأمثال موضوعة للبيان في حكم اللغة والقرآن.
وذلك كله مجموع من نشر الآثار وقد جاءت مفرّقة في هذا الكتاب.
وقد يخبر عن هذا التبادل بالوراثة كما بيناه في {قدْ أفْلح المؤمنون} [المؤمنون: 1] والله أعلم.
وقد يقع التغابن في غير ذلك اليوم على ما يأتي بيانه بعدُ؛ ولكنه أراد التغابن الذين لا جبران لنهايته.
وقال الحسن وقتادة: بلغنا أن التغابن في ثلاثة أصناف: رجل علم عِلما فعلّمه وضيّعه هو ولم يعمل به فشقِي به، وعمِل به من تعلمه منه فنجا به.
ورجل اكتسب مالا من وجوه يُسأل عنها وشحّ عليه، وفرّط في طاعة ربه بسببه، ولم يعمل فيه خيرا، وتركه لوارث لا حساب عليه فيه؛ فعمل ذلك الوارث فيه بطاعة ربّه.
ورجل كان له عبد فعمل العبد بطاعة ربِّه فسعد، وعمل السيّد بمعصية ربّه فشقي.
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى يقيم الرجل والمرأة يوم القيامة بين يديه فيقول الله تعالى لهما قولا فما أنتما بقائلين فيقول الرجل يا ربّ أوجبت نفقتها عليّ فتعسّفتُها من حلال وحرام وهؤلاء الخصوم يطلبون ذلك ولم يبق لي ما أوفي به فتقول المرأة يا ربِّ وما عسى أن أقول اكتسبه حراما وأكلته حلالا وعصاك في مرْضاتي ولم أرض له بذلك فبُعْدا له وسُحْقا فيقول الله تعالى قد صدقتِ فيؤمر به إلى النار ويؤمر بها إلى الجنة فتطلع عليه من طبقات الجنة وتقول له غبنّاك غبنّاك سعدنا بما شقيت أنت به فذلك يوم التغابن».
الثالثة: قال ابن العربيّ: استدل علماؤنا بقوله تعالى: {ذلِك يوْمُ التغابن} على أنه لا يجوز الغبْن في المعاملة الدُّنْيوِية؛ لأن الله تعالى خصّص التغابن بيوم القيامة فقال: {ذلِك يوْمُ التغابن} وهذا الاختصاص يُفيد أنه لا غبْن في الدنيا؛ فكل من اطلع على غبْن في مبيع فإنه مردود إذا زاد على الثلث.
واختاره البغداديون واحتجوا عليه بوجوه: منها: قوله صلى الله عليه وسلم لحبّان بن مُنْقِذ: «إذا بايعت فقُلْ لا خِلابة ولك الخيارُ ثلاثا» وهذا فيه نظر طويل بيّناه في مسائل الخلاف.
نُكْتتُه أن الغبْن في الدنيا ممنوع بإجماع في حكم الدين؛ إذ هو من باب الخداع المحرّم شرعا في كل ملّة، لكن اليسير منه لايمكن الاحتراز عنه لأحد، فمضى في البيوع؛ إذ لو حكمنا بردّه ما نفذ بيع أبدا؛ لأنه لا يخلو منه، حتى إذا كان كثيرا أمكن الاحتراز منه فوجب الردّ به.
والفرق بين القليل والكثير أصل في الشريعة معلوم، فقدّر علماؤنا الثلث لهذا الحدّ؛ إذ رأوه في الوصية وغيرها.
ويكون معنى الآية على هذا: ذلك يوم التغابن الجائز مطلقا من غير تفصيل.
أو ذلك يوم التغابن الذي لا يستدرك أبدا؛ لأن تغابن الدنيا يستدرك بوجهين: إما بردٍّ في بعض الأحوال، وإما بربح في بيع آخر وسِلْعة أخرى.
فأما منْ خسِر الجنة فلا درك له أبدا.
وقد قال بعض علماء الصوفية: إن الله كتب الغبن على الخلق أجمعين، فلا يلقى أحد ربّه إلا مغبونا؛ لأنه لايمكنه الاستيفاء للعمل حتى يحصل له استيفاء الثواب.
وفي الأثر: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا يلقى الله أحد إلا نادما إن كان مسيئا إن لم يحسن، وإن كان محسنا إن لم يزدد»
قوله تعالى: {ومن يُؤْمِن بالله ويعْملْ صالِحا يُكفِّرْ عنْهُ سيِّئاتِهِ ويُدْخِلْهُ جنّاتٍ}.
قرأ نافع وابن عامر بالنون فيهما، والباقون بالياء.
قوله تعالى: {والذين كفرُواْ وكذّبُواْ بِآياتِنآ} يعني القرآن {أولئك أصْحابُ النار خالِدِين فِيها وبِئْس المصير} لما ذكر ما للمؤمنين ذكر ما للكافرين؛ كما تقدّم في غير موضع. اهـ.

.قال الألوسي:

{زعم الذين كفرُواْ أن لّن يُبْعثُواْ}
الزعم العلم، وأكثر ما يستعمل للادعاء الباطل.
وعن ابن عمر وابن شريح إنه كنية الكذب، واشتهر أنه مطية الكذب، ولما فيه من معنى العلم يتعدى إلى مفعولين، وقد قام مقامهما هنا {إن} المخففة وما في حيزها، والمراد بالموصول على ما في (الكشاف) أهل مكة فهو على ما سمعت في الخطاب من إقامة الظاهر مقام المضمر، ويؤيده ظاهرا قوله تعالى: {قُلْ بلى وربّى لتُبْعثُنّ} قال في (الكشف): ويحتمل التعميم فيتناولهم وأضرابهم لتقدم كفار مكة في الذكر وغيرهم ممن حملوا على الاعتبار بحالهم، وهذا أبلغ أي زعموا أن الشأن لن يبعثوا بعد موتهم {قُلْ} ردا عليهم وإظهارا لبطلان زعمهم بإثبات ما نفوه بلى تبعثون، وأكد ذلك بالجملة الاسمية فهي داخلة في حيز الأمر، وكذا قوله تعالى: {ثُمّ لتُنبّؤُنّ بِما عمِلْتُمْ} أي لتحاسبن وتجزون بأعمالكم، وزيد ذلك لبيان تحقق أمر آخر متفرع على البعث منوط به ففيه أيضا تأكيد له {وذلِك} أي ما ذكر من البعث والجزاء {على الله يسِيرٌ} لتحقق القدرة التامة، وقبول المادة؛ والفاء في قوله تعالى: {فئامِنُواْ} مفصحة بشرط قد حذف ثقة بغاية ظهوره أي إذا كان الأمر كذلك {فئامِنُواْ بالله} الذي سمعتم ما سمعتم من شؤونه عز وجل {ورسُولُهُ} محمد صلى الله عليه وسلم {والنور الذي أنزلْنا} وهو القرآن، فإنه بإعجازه بين بنفسه مبين لغيره كما أن النور كذلك، والالتفات إلى نون العظمة لإبراز العناية بأمر الإنزال، وفي ذلك من تعظيم شأن القرآن ما فيه {والله بِما تعْملُون} من الامتثال بالأمر وتركه {خبِيرٌ} عالم بباطنه.
والمراد كمال علمه تعالى بذلك، وقيل: عالم بأخباره.
{يوْم يجْمعُكُمْ} ظرف {لتُنبّؤُنّ} [التغابن: 7] وقوله تعالى: {وذلِك على الله يسِيرٌ} [التغابن: 7] وقوله سبحانه: {فئامِنُواْ} إلى {خبِيرٌ} [التغابن: 8] من الاعتراض، فالأول: يحقق القدرة على البعث، والثاني: يؤكد ما سيق له الكلام من الحث على الإيمان به وبما تضمنه من الكتاب وبمن جاء به، وبالحقيقة هو نتيجة قوله تعالى: {لتُبْعثُنّ ثُمّ لتُنبّؤُنّ} قدم على معموله للاهتمام فجرى مجرى الاعتراض، وقوله سبحانه: {والله بِما تعْملُون خبِيرٌ} اعتراض في اعتراض لأنه من تتمة الحث على الإيمان كما تقول: اعمل إني غير غافل عنك، وقال الحوفي: ظرف لخبير وهو عند غير واحد من الأجلة بمعنى مجازيكم فيتضمن الوعد والوعيد.
وجعله الزمخشري بمعنى معاقبكم، ثم جوز هذا الوجه، وتعقب بأنه يرد عليه أنه ليس لمجرد الوعيد بل للحث كيف لا والوعيد قد تم بقوله تعالى: {لتُنبّؤُنّ بِما عمِلْتُمْ} [التغابن: 7] فلم يحسن جعله بمعنى معاقبكم فتدبر، وجوز كونه منصوبا بإضمار اذكر مقدرا، وتعقب بأنه وإن كان حسنا إلا أنه حذف لا قرينة ظاهرة عليه، وجوز كونه منصوبا بإضمار اذكر مقدرا، وتعقب بأنه وإن كان حسنا إلا أنه حذف لا قرينة ظاهرة عليه، وجوز كونه ظرفا لمحذوف بقرينة السياق أي يكون من الأحوال والأهوال ما لا يحيط به نطاق المقال يوم يجمعكم، وتعقب بأن فيه ارتكاب حذف لا يحتاج إليه، فالأرجح الوجه الأول، وقرئ {يجْمعُكُمْ} بسكون العين، وقد يسكن الفعل المضارع المرفوع مع ضمير جمع المخاطبين المنصوب، وروي إشمامها الضم.
وقرأ سلام ويعقوب وزيد بن علي والشعبي {نجمعكم} بالنون {لِيوْمِ الجمع} ليوم يجمع فيه الأولون والآخرون، وقيل: الملائكة عليهم السلام والثقلان، وقيل: غير ذلك، والأول أظهر، واللام قيل: للتعليل، وفي الكلام مضاف مقدر أي لأجل ما في يوم الجمع من الحساب، وقيل: بمعنى في فلا تقدير.
{ذلِك يوْمُ التغابن} أخرج عبد بن حميد عن ابن عباس ومجاهد وقتادة أنهم قالوا: يوم غبن فيه أهل الجنة أهل النار فالتفاعل فيه ليس على ظاهره كما في التواضع والتحامل لوقوعه من جانب واحد، واختير للمبالغة، وإلى هذا ذهب الواحدي.
وقال غير واحد: أي يوم غبن فيه بعض الناس بعضا بنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء وبالعكس، ففي الصحيح «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة» وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة، وفيه تهكم بالأشقياء لأنهم لا يغبنون حقيقة السعداء بنزولهم في منازلهم من النار، أو جعل ذلك تغابنا مبالغة على طريق المشاكلة فالتفاعل على هذا القول على ظاهره وهو حسن إلا أن التغابن فيه تغابن السعداء والأشقياء على التقابل، والأحسن الإطلاق، وتغابن السعداء على الزيادة ثبت في الصحاح، واختار ذلك محي السنة حيث قال: التغابن تفاعل من الغبن وهو فوت الحظ، والمراد بالمغبون من غبن في أهله ومنازله في الجنة فيظهر يومئذٍ غبن كل كافر بترك الإيمان وغبن كل مؤمن بتقصيره في الإحسان، قال الطيبي: وعلى هذا الراغب حيث قال: الغبن أن يبخس صاحبك في معاملة بينك وبينه بضرب من الإخفاء فإن كان ذلك في مال يقال: غبن فلان بضم الغين وكسر الباء، وإن كان في رأي يقال: غبن بفتح الغين وكسر الباء، و{يوْمُ التغابن} يوم القيامة لظهور الغبن في المبايعة المشار إليها بقوله تعالى: {ومِن الناس من يشْرِى نفْسهُ ابتغاء مرْضاتِ الله} [البقرة: 207] وقوله سبحانه: {إِنّ الله اشترى مِن المؤمنين أنفُسهُمْ} [التوبة: 111] وقوله عز وجل: {الذين يشْترُون بِعهْدِ الله وأيمانهم ثمنا قلِيلا} [آل عمران: 77] فعلم أنهم قد غبنوا فيما تركوا من المبايعة وفيما تعاطوه من ذلك جميعا انتهى، والجملة مبتدأ وخبر، والتعريف للجنس، وفيها دلالة على استعظام ذلك اليوم وأن تغابنه هو التغابن في الحقيقة لا التغابن في أمور الدنيا وإن جلت وعظمت.
{ومن يُؤْمِن بالله ويعْملْ صالحا} أي عملا صالحا {يكْفُرْ} أي الله تعالى {عنْهُ سيئاته} في ذلك اليوم {ويُدْخِلْهُ جنات تجْرِي مِن تحْتِها الأنهار خالدين فِيها أبدا} أي مقدرين الخلود فيها، والجمع باعتبار معنى {مِنْ} كما أن الإفراد باعتبار لفظه، وقرأ الأعرج وشيبة وأبو جعفر وطلحة ونافع وابن عامر والمفضل عن عاصم وزيد بن علي والحسن بخلاف عنه {نكفر} و{ندخله} بنون العظمة فيهما {ذلك} أي ما ذكر من تكفير السيآت وإدخال الجنات {الفوز العظيم} الذي لا فوز وراءه لانطوائه على النجاة من أعظم الهلكات والظفر بأجل الطلبات.
{والذين كفرُواْ وكذّبُواْ بآياتنا أُولئِك أصحاب النار خالدين فِيها وبِئْس المصير} أي النار، وكأن هذه الآية والتي قبلها لاحتوائهما على منازل السعداء والأشقياء بيان للتغابن على تفسيره بتغابن الفريقين على التقابل ولما فيه من التفصيل نزل منزلة المغاير فعطف بالواو وكذا على الإطلاق لكنه عليه بيان في الجملة. اهـ.